أنا شخصية تعاملها مع المواصلات يتوقف عند المترو لا أكثر و لا أقل ...
بركب المترو حوالي ساعتين و أوقات بيوصلوا ل 3 في اليوم و ده كل يوم تقريباً .. بشوف مواقف كتير و بسمع حاجات أكتر و أوقات تانية بلاقي نفسي جوه الموقف سواء بمحض إرادتي أو من غير إرادتي خالص .. بلاقي نفسي جوه و خلاص ... في مواقف بتعدي و تمر مرور الكرام و كأنها لم تكن ... و مواقف تانية بتثبت في ذاكرتي و مستحيل أنساها ... في مواقف تموت من الضحك و في مواقف تبَكِي و في مواقف ماببقاش عارفة المفروض أضحك و اللا أبكي ... في مواقف بتضايقني و مواقف تانية تبسطني ....
في جميع الأحوال أنا قررت أشارككم معايا في شوية مواقف بس مش أي مواقف دي مواقف حدثت بالفعل و عرضت حصرياً في المترو ...
تنويه ... جميع الأشخاص و الوقائع حقيقية و حدثت بالفعل و لا يوجد أي شيء من وحي خيال الكاتب ....
المكان : ثابت في كل الأحداث .. المترو " عربة السيدات "..
الحدث الأول ..... "دعاية إنتخابية " ....
الزمان : يوم من أيام 11-2011 " فترة إستعادة الثورة و قبل الإنتخابات الأولى لمجلس الشعب اللي يكون شريحة كبيرة من الشعب راضي عنها " ...
الأشخاص :
سيدة منتقبة : تعبر عن التيار السلفي " حزب النور " ..
سيدة محجبة : تعبر عن تيار الإخوان المسلمين " حزب الحرية و العدالة " ...
أشخاص كتير تانية رايحة مدارسها و كلياتها و أشغالها و ما إلى ذلك ...
الأحداث :
في أحد المحطات صعدت السيدة المنتقبة و ووقفت في بداية العربة .. في البداية تكلمت عن حزب النور و خطة عمله و أهدافه و صلاح مرشحيه و تطبيقهم للشريعة الإسلامية إن شاء الله و الإرتقاء بمصر إلى أعلى المستويات بإذن الله وما إلى ذلك من حديث يقال في أي دعاية إنتخابية ...
في هذه الأثناء صعدت من الباب الواقع في نهاية العربة السيدة المحجبة و بدأت تتحدث هي الأخرى عن حزب الحرية و العدالة و ما إلى ذلك من حديث ...
و في هذه الأثناء لم تنتبه إحداهما لوجود الأخرى .. و بعد الإنتهاء من الحديث عن حزبيهما بدأتا في التحدث عن أمور دينية .. و بدأت باقي االسيدات في المترو تعترض على بعض الأجزاء في حديثهما و تتناقشن في البعض الآخر و حلت الضوضاء المكان ..
و حينها لاحظت كل منهما وجود الأخرى ..
و بدأتا في جدال و اختلاف حول موضوع ديني معين .. كل منهما تحمل رأياً مختلفا تماماً عن الأخرى .. و بعد فترة وجيزة جداً تكاد لا تُذكر زادت حدة النقاش بينهما و علا صوتاهما و تحول الجدال إلى شجار ...
للأسف لم أستطع متابعة الموقف للنهاية فقد حان موعد نزولي ...
و لكن السؤال الذي طرح نفسه على الساحة :.. يتحدث الإعلام عن أن كلا الحزبين يساند أحدهما الآخر كيف لي أن أقتنع بهذا و قد اختلفت الممثلتين عنهما و انتقل الخلاف إلى مرحلة الشجار ؟؟!!!!!! ....
فترة زمنية بين الحدث الأول و الحدث الثاني يتحدث فيها الإعلام تارة عن مساندة الإخوان للسلفيين و تارة أخرى عن اختلافهما و تارة أخرى عن مشادّة بالأيدي بين أشخاص ينتمون للحزبين و تارة يتحدثون عن مخاوف الشعب من أن يمسك الإسلاميون زمام الأمور ...
الحدث الثاني ..... " حزب النور " ....
الزمان : 7-12-2011 " إعادة انتخابات بعض اللجان و إلغاء بعضها و النتيجة النهائية لبعضها و لجان لم تنتخب بعد " ...
الأشخاص :
أنا ..
سيدة في نهاية الأربعين من عمرها - على حسب تقديري - ..
سيدة في منتصف الثلاثين من عمرها - على حسب تقديري أيضاً - ..
سيدة منتقبة ..
فتاتان ...
الأحداث :
صعدت إلى المترو بعد يوم شبه طويل و مرهق ...
كالعادة لايوجد مكان للجلوس بتاتاً .. و لكن في كل محطة عندي أمل في أن يفرغ مكان لي في المحطة التالية ...
كانت تجلس أمامي السيدة ذات الأربعين ربيعاً - سيدة هادئة لم تنطق ببنت شفاه - ..
في المحطة التالية للمحطة التي صعدت منها إلى المترو صعدت السيدة ذات الثلاثين ربيعاً .. آملة هي الأخرى في أن تجد مكاناً للجلوس .. و لكن هيهات ..
السيدة ذات الثلاثين ربيعاً للفتاتين : " انتخبتوا مين ؟؟ " ..
الفتاتان : " مانتخبناش " ..
السيدة ذات الثلاثين ربيعاً : " ليه ؟؟ " ..
إحدى الفتاتان : " أصل أنا لسة مطلعة بطاقتي قريب فإسمي مانزلش في الناس اللي المفروض تنتخب ".
الأخرى : " أنا دايرتي مش في القاهرة و مقدرتش أروح " ..
السيدة ذات الأربعين ربيعاً للسيدة ذات الثلاثين ربيعاً : " و انتي انتخبتي مين ؟؟ " ..
السيدة ذات الثلاثين ربيعاً : " النور " ..
السيدة ذات الأربعين ربيعاً - بصنعة لطافة - : " طيب حاسبي يدفعوكِ فواتير " .. صمت لوهلة ثم تستأنف السيدة كلامها - بنبرة حادة نوعاً ما - " و بعدين ايه حزب النور دول و ظهروا امتى و كانوا فين من زمان يعني ليه ماسمعناش عن السلفيين قبل كده حاجة غريبة جداً "..
السيدة ذات الثلاثين ربيعاً : " أنا أصلاً كتبت لا أحد من الأحزاب يصلح " ..
نظرت السيدة ذات الأربعين ربيعاً نظرة امتعاضية تدل على عدم التصديق ...
السيدة ذات الأربعين ربيعاً تسألني : " انتخبتي مين ؟؟ " ..
أنا : " ائتلاف شباب الثورة " ..
السيدة ذات الثلاثين ربيعاً - بلهجة تهكمية - : " شباب ايه بس !!" ..
السيدة ذات الأربعين ربيعاً : " صح كده ،، هم دول السبب في التغيير اللي بيحصل و هم اللي ماتوا و ضحوا بحياتهم عشان مصر تبقى أحسن ،، مش تقولولي نور و سلفيين " ..
ثم السيدة ذات الأربعين ربيعاً تسأل السيدة ذات الثلاثين ربيعاً : " انتِ نازلة فين ؟؟ " ...
السيدة ذات الثلاثين ربيعاً : " حلوان " ..
ثم تسألني السيدة ذات الأربعين ربيعاَ : " و إنتِ ؟؟ " ..
أنا : " قبل حلوان بكام محطة كده " ...
السيدة ذات الأربعين ربيعاً : " خلاص تعالي انتِ قعدي مادام انتخبتي الشباب .. قال نور قال " ..
ونزلت السيدة ذات الأربعين ربيعاً ...
أنا للسيدة ذات الثلاثين ربيعاً : " اتفضلي حضرتك " ..
السيدة ذات الثلاثين ربيعاً : " لأ شكراً البنات دي نازلة المحطة اللي جاية " ..
أنا طبعاً و بدون أي نقاش جلست و حققت حلمي أخيراً في الجلوس ...
السيدة المنتقبة : " عشان تعرفوا بس ان احنا بنحترم الشباب ياريت هم يحترمونا "..
السيدة ذات الثلاثين ربيعاً : " يعني لما تلاقي واحدة عجوزة زيي تقومي عشان هي تعد " ..
أنا : " أنا الحمد لله باحترم أي حد يحترمني " ..
وقررت أن لا أبدي أي تعليق على كلام السيدة ذات الثلاثين ربيعاً حتى لا أخوض أي جدال ...
سؤال آخر طرح نفسه على الساحة .. لم وجدت فئة كبيرة ترفض الإسلاميين بصفة عامة و السلفيين "حزب النور" بصفة خاصة ؟؟!! ...
و لم كل هذا الغضب الذي أصاب السيدة ذات الأربعين ربيعاً حين سمعت " حزب النور" ؟؟!! ....
آراءكم ....